السلام عليكم ورحمتة الله وبركاته.. عمري 20 سنه متزوجه منذ سنه ونصف وأعيش مع أسرتي لأسباب كثيره من ضمنها ظروف عمل زوجي.
فهو يقيم بمدينه وانا اقيم مع اهلي بمدينه اخرى وأيضا بسبب دراستي وبسبب سوء أوضاع زوجي الماديه .
لدي 4 اخوات واخ واحد فقط يعاني من اعاقه عقليه ( اطلب من الله ان يشفيه وان يرفع عنه ) .وأمي وصلت الى مرحله لا تستطيع فيها الإنجاب مطلقاً.
وهي تتمنى ان يكون لديها ابناء ذكور ودائما تقول وتتحسر على انها رزقت بـ 5 بنات وولد واحد مريض وتقول انها تكره كثيرا وان البنات يقصرن العمر ويجلبن الهم .
ودائما تذكر انها تعيسة حظ لكون الولد خلق مريض وان البنات سليمات .بالرغم من اننا بارات بها ونحبها كثيراً وكثير من صديقاتها يخبرنها بهذا وبأنها محظوظه لان لديها بنات مثلنا .
انا ذكرت كل هذه المعلومات لكي تكون مدخل لمعاناتي مع اهلي ..قبل عده اشهر رزقني الله وحملت ووصل عمر الجنين الي 5 اشهر ثم أراد الله لهذا الجنين ان ينزل ( اي اسقطت حملي ) .
وكان الجنين ذكر ، وعندها اصبحت امي تتحسر على هذا الجنين وتقول انها تتمنى لو انه كان بيننا ولو ان الله اتم لي حملي وانها تتخيله دائما وتندم وتحزن عليه ولا تستطيع نسيانه وووو ، وتزيدني الم فوق المي .
وتقول انها تشعر ان حملي القادم سوف يتم اشهره وسوف ارزق بفتاه وتقول انني اذا رزقت بفتاه هي لا تريد ان تهتم بها مطلقا..وتقول ان الولد حمله خفيف وحساس وان الفتاه حملها ثقيل ولا تسقط ابدا لذلك الفتاه كريهه
وعندما تراني اتالم واعاني من آلام الحمل تقول ( انا ادري انها بنت هيا كذا البنت تتعب امها وحملها مقرف ) . أصبحت اكره سماع صوتهاااا تقول اذا اردتي ان تحملي مره اخرى يجب ان تتبعي حميه غذائيه معينه لكي تنجبي ذكراً .
وتذكر باستمرار انها لا تحب البنات وتقول يجب ان تستخدمي ادويه تساعد على انجاب الذكور وتصف البنات بأبشع الصفات وتحقر من شأن البنات في حضوري انا وبقية اخواتي . لدرجه اصبحت اكره كوني انثى .
وأنا الآن حامل والحمدلله والى الآن انا لا اعرف جنس الجنين واصبح لدي خوف ورعب شديد من ان يكون الجنين انثى فتصبح مكروهة من امي واخواتي وحتى مني .
واخاف ان يكون ذكراً سليما معافى فيصاب بالعين منهم ...
واخاف عليه من كلامهم ومن مقارنته مع اخي المريض في كل شي ... فيصاب ابني بالمرض . حتى والدي يردد باستمرار انه يريد ولد واحد فقط سليم ويطلب من والدتي ان تحاول في موضوع الانجاب .
أمي تقول ان حمل الفتاه (مقرف ومتعب وتقول لي اني اصبحت بشعه جدا وهذا لانني حامل بفتاه) بالرغم من اني لم اجر تصوير لمعرفة جنس الجنين حتى الان .
وأخواتي بالمنزل اصبحن يرددن كلامها .بشكل مستمر وانهن لا يرغبن في ان انجب اناث ويرغبن بالذكور فقط ويصفن شوقهن لذكر سليم معافى ويطلبن مني ان اعوض امي وان انجب لها ذكرا لكي يهون عليها مرض اخي ويجعلها تنسى وان تشعر بأن ابني هو ابن لها .
وهذا الكلام صار يشكل عبء كبير عليّ. واختي تقول اني اذا رزقت بفتاه سوف تناديها ( محمد ) ولا تريد ان تناديها باسمها . وتريد ان تشتري لها ثياب الذكور .
وحتى اذا طلبت منهم ان يساعدوني باختيار اسم لفتاه يرفضن حتى الحديث والتفكير بالموضوع . ويبحثن عن اسماء الذكور فقط . أشعر بتوتر كبير وكره لاهلي وزوجي ايضا لانني اعيش مع اهلي بسبب ظروفه هو كرهت المنزل وكرهت الناس .
وأصبحت اكره كلام امي واخواتي . أصبحت أكره والدتي كثيراً وبدأت اوسوس وافكر بأنها حسدتني في حملي الاول عندما علمت ان الجنين ذكر لذلك اسقطت حملي ، ثم اندم واستغفر ربي واقول في نفسي لا يمكن ان والدتي تحسدني فأنا اثق بحبها لي وان الاجهاض كان قضاء وقدر فقط .
أصبحت علاقتي متوتره بكل من حولي . ولا اثق بأحد ابداً حتى اسرتي وزوجي . وأصبحت اخشى معرفة جنس الجنين .
أصبحت متوتره بشكل دائم ولا استطيع النوم ارجو منكم مساعدتي في حل هذه المشكله . وأعتذر على الاطاله .
وجزاكم الله كل خير ..
أختي العزيزة..
إنه ليسرنا اختياركِ لموقعنا، فأهلًا وسهلًا بكِ في موقعكِ المستشار، وكما يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله -جل جلاله- أن يصرف عنكم السوء.
وأن يذهب عنكم نزغات الشيطان، وأن يهديكم ويصلح حالكم وبالكم، وأن يعينكِ على الصبر، وأن يثبتكِ على الحق، وأسأل الله أن يشرح صدركِ للذي هو خير لكِ، ويرزقكِ الرضا به إنه جواد كريم.
غاليتي..أنا أحيي فيكِ حرصكِ في طلب الاستشارة، وحرصكِ في إيجاد طرق البر بوالدتكِ.. مشكلتكِ هي (تأثركِ بكلام والدتكِ ).
في مجتمعاتنا العربية التي تُمايز بين الذكر والأنثى لاعتبارات اجتماعية واقتصادية عديدة، يصبح إنجاب الذكور غاية تبحث عنها الكثير من الأسر والعائلات، خاصة تلك التي ترتبط بالعائلات الكثيرة الأفراد، والتي مرّت بتجربة إنجاب إناث دون الذكور..
ورغم أن الكثير من الناس يبحثون عن إنجاب الذكور، إلا أن الغالبية تؤكد على أهمية إنجاب الإناث في العديد من الأمور الحياتية، فهنّ باب رزق للعائلة، يحملون هم العائلة أكثر من الذكور.
ويمتلكون حناناً وعطفاً كبيراً في قلوبهن يجعلهن يتابعون شؤون آباءهم وأمهاتهم حتى بعد أن يتزوجنّ، وفوق ذلك فإن تربيتهم التربية الصالحة تدخل الوالدين الجنة -بإذن الله- كما وعد الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.
غاليتي..
أنا أقدر لكِ ضيقكِ من كلام والدتكِ وإخوتكِ ولكن كوني على يقين بأن والدتكِ مهما قالت وقالت فهي تكنّ لكم كل حب، ولكن ضغوط الحياة وما مرت به بأن رزقت بطفلٍ معاقٍ أثر على نفسيتها.
ولكن هنا يأتي دوركِ أنتِ وأخواتكِ بأن تبينوا لها بان الله رزقها بنعمة خصّها الله دون غيرها لعلها تكون السبب في دخولها الجنان -بإذن الله- وهي اعتنائها بطفلٍ معاق وتربيتها الصالحة -بإذن الله- للبنات، فكلما جعلتموها تستشعر بذلك سوف يهون عليها الأمر.
1- حاولي أن تقتنصي الأوقات التي يكون لدى أمكِ فيها قدر من الهدوء والسكينة، ابتدئي معها بالحوار مع التودد لها، مصارحة الوالدة والوالد والحديث معهم بكل هدوء وحنان، وأثناء مصارحتك خوفيهم بالله، وذكريهم أنكِ لست السبب في ذلك، وأن هذه إرادة الله – عز وجل- وقدره.
ولعل الله أراد بهم خيراً، فكم من فتاة أفضل من كثير من البنين رحمة ومودة، وشعور بأهلها وبر وخدمة....، بيني لهم فضل تربية البنات، وذكريهم بالأحاديث التي تدل على ذلك، ويكفيكِ أن كثيراً من الأنبياء كانوا آباء للبنات، اشتري العديد من الكتيبات التي تذكر برعاية البنات وفضل تربيتهن.
2- ابتعدي عن التفكير السلبي لقصد والدتك وكلما بدأتي بهذا التفكير استعيذي بالله من الشيطان الرجيم.
3- حاولي أن تكوني على أفضل صورة من برها، وطاعتها، والتماس العذر لها في غضبتها وثورتها، فهذا وحده سيرضي الله عنكم، فتتنزل رسائل رحمته على قلب أمكم الطيبة.
4- استمتعي بحملكِ وكوني على يقين أن كل شيء يأتي من الله ويختاره الله هو خيرًا له فإن الله لا يختار لنا إلا كل خير، فأنتِ الآن حامل وهناك غيركٍ من يتمنى أن تكون أم.
5- اجلسي مع أخواتكِ، حاوريهم في أنكِ لن تسمحي لأحد أيًا كان أن ينادي طفلتك إلا باسمها، ووضحي لهم بأسلوبك الذي يكون فيه من المحبة كيفية مساعدتكِ في تغير نفسية والدتك.
6- غاليتي.. سواء رزقتِ بذكر أو بأنثى املئي حياتكِ معهم بالحب والحنان، واطلبي الله الخلقة التامة.
7- أما بالنسبة لظروف زوجكِ كوني له المعينة، وقدري له ظروفه، واطلبي منه متى ما تحسّن الوضع برغبتك في السكن معه وذلك بالحوار الهادئ الذي فيه من الحنية والتودد.
8- لا تنسِ أختي أذكار الصباح والمساء وآية الكرسي والمعوذات فإن الله يحفظ الإنسان بحفظه.
9- أكثري يا أختي من الاستغفار، والدعاء، وقراءة القران بشكل دائم، وتحديد ورد يومي لكِ، والحفاظ على الصلوات في وقتها, وذلك يساعد على هدوء النفس ويضع الفرد أمام قدرة الله -سبحانه وتعالى- مصرف الأمور.
وأخيرًا.. استعيني بالله واسأليه أن ينزّل على بيتكم رسائل الرحمة والمودة والرأفة؛ لتكون رابطاً يجمع بين قلوبكم جميعاً، إنه نعم المولى ونعم النصير، ونحن هنا بالموقع نسعد بتواصلكِ، والله ولي التوفيق.
وفقكِ الله وهداكِ إلى الخير
الكاتب: أ. ابتسام صالح الخوفي
المصدر: موقع المستشار